mo7md
المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 08/12/2010 العمر : 34 الموقع : فلسطينى
| موضوع: قبل الرحيل الثلاثاء فبراير 01, 2011 4:44 pm | |
|
قبل الرحيل عرفت سر أمي التي لم أراها في حياتي
قبل الرحيل عرفت سر أمي التي لم أراها في حياتي تركته خلفي، رفضت محادثته، فكيف لي أن أحادثه وأنا إلى الغريب منذورة، وبداخلي قيود وسلاسل أحكموا إغلاقها، وأسرار في حياتي لا أعرفها.
كم مرة زارتني إمرأة شقراء في أحلامي، وفي كل مرة كانت تبحث عني و أبحث عنها لكننا لا نلتقي، وعندما صارحت من ربتني عن تلك الأحلام، هربت الدماء من عروق وجهها، وتسارعت أنفاسها، وباحت بسر دفين حملته في صدرها وإستحلفتني بالله أن لا أقول لأبي.
قالت مربيتي:"يا صغيرتي التائهة بين عالم الأحلام الحقيقية والواقع الوهمي، من زارتك هي أمك الغير عربية التي إضطرت أن تتركك وأنت رضيعة بين يدي، أرغموها على الرحيل لأنها لم تقبل أن ترى الرجل الذي أحبته يهب حياته لأخرى، رفضت أن يرضخ حبيبها بالإقتران بإبنة عمه تعويضاً عن زواجه بها الذي رفضته كل العائلة ووقفت بوجهه، إنتظروا أن تلدك ومن ثم أرغموها على الرحيل.
قالوا لك أنها ماتت لكنها لا تزال على قيد الحياة، ولو عرف والدك أنني لا أزال أراسلها لا أعرف كيف ستكون ردة فعله، والدك حزن حزناً شديداً لقرار أهله الذي حرمه حبيبة عمره، لكن عصيان الأهل أمر غير مقبول، صدر قراراً بتزويج والدك من إبنة عمه إذا أراد أن تبقى أمك معه، وافق لأنه لا يريد مفارقتها، لكنها لم تقبل وعندما ثارت وفقدت صوابها طلقوها منه. رحلت والدتك عائدة إلى بلدها، لكنها تركت قلبها هنا بين جدران هذا المنزل، ورحلت رغماً عن إرادتها وإرادة والدك.
أحلامك تلك ليست سوى نداء شوق ترسله والدتك إليك عبر أحلامك، وها أنت اليوم تودين الرحيل إلى بلدها دون علمك بأنها لا تزال على قيد الحياة وذهابك ليس فقط لطلب العلم بل لأنك ودون أن تدرين تودين البحث عنها، سوف أعطيك عنوانها في باريس، لكن أرجوك لا تقولي لوالدك أنني أخبرتك شيئاً ألم تري كيف إنقلب حاله لرغبتك بالسفر، ألم تري كيف أرغموك على الرضوخ لرغبتهم النارية لأجل أن تعيشي حلمك".
؛ ،
يا إمرأة هجرت موطنها من أجل الحب، الحب إنقلب محراباً لأحزانك... يا إمرأة عرفتُ أنها حية رغم علمي بموتها، فعشتِ الميتة الحية طوال حياتك... ها أنا اليوم ولولا تلك الأحلام ما عرفت بوجودك، ها أنا اليوم في أرضك، في وطنك، هل تشعرين بوجودي؟
تعالي إلي، لم أجرؤ بعد على البحث عنك، هل أنا منهكة هل أنا مثلك أعيش قصة حب لا يجب أن أعيشها؟ أحتاج أن يمتزج كيانك بكياني...
سأجازف ولما لا، فأنا كما قال أبو الطيب المتنبي:"أنا الغريق فما خوفي من البلل"...
دمتم بسعادة
| |
|